معنى الصوم:
الصوم لغةً: هو مطلق الإمساك، سواء عن الطعام أو الشراب أو الكلام أو الشهوة..
ومن معانيه كذلك: الركود، والترك، والكفّ، والامتناع، والوقوف..
والصوم شرعاً: هو ترك الطعام والشراب والجماع والقيء -عمداً- من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس، بنيّة التقرّب إلى الله عزّ وجلّ، في نهارٍ لا يحرم صومه؛ من مسلم مُكلّف.
آيات الصيام:
قال الله تعالى: ) يا أيها الذين آمنوا كُتِب عليكم الصيام كما كُتِب على الذين من قبلكم لعلّكم تتقون، أيّاماً معدودات فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدّة من أيّامٍ أُخر وعلى الذين يطيقونه فديةٌ طعام مسكين فمن تطوّع خيراً فهو خيرٌ له وأن تصوموا خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون، شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن هدًى للناس وبيّنات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفرٍ فعدّةٍ من أيام أُخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدّة ولتكبّروا الله على ما هداكم ولعلّكم تشكرون( (سورة البقرة: 183-185).
مشروعية الصيام:
ثبتت فرضية صوم شهر رمضان المبارك: بالكتاب والسّنّة والإجماع.
فمن الكتاب: الآيات التي ذكرناها آنفاً.
ومن السّنّة: ما رواه عبد الله بن عمر (رضي الله عنهما): أنّ رسول الله r قال: "بُني الإسلام على خمسٍ: شهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحجّ البيت، وصوم رمضان". متفق عليه.
وأمّا الإجماع: فقد أجمعت الأمّة الإسلامية على وجوب صيام رمضان، وأنّه أحد أركان الإسلام الخمسة؛ المعلومة من الدين بالضرورة، ولم يخالف في ذلك أحد من المسلمين.
هذا، ومنكِر فرضية الصيام: كافرٌ مرتدّ عن الإسلام، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدْلاً.
متى فُرِض الصوم؟
أوجب الله تعالى صوم رمضان على المسلمين يوم الاثنين، في الثاني من شهر شعبان، في السّنة الثانية من الهجرة النّبويّة الشّريفة. قال الإمام ابن القيّم (رحمه الله): "ولمّا كان فطْم النّفوس عن مألوفاتها وشهواتها من أشقّ الأمور وأصعبها: تأخّر فرض الصيام إلى وسط الإسلام بعد الهجرة: لمّا توطّنت النّفوس في التّوحيد والصّلاة، وألِفَتْ أوامر القرآن، فنُقِلت إليه بالتدريج..".