يا رب
يا لله
يا أرحم الراحمين
كلمات تنبعث في جوف الليل ....من قلبٍ تراكمت فيه الهموم وسدت في وجهه الطرق وغلقت الأبواب أمامه .
كلمات تنبعث بصدق من قلبٍ يعلم أنه لا ملجأ ولا منجا له إلا الله
كلمات ينطق بها قلب قد أخذت الغفلة منه كل مأخذ ... وعلته الذنوب وتراكمت فيه ...
كلمات ينطق بها القلب ترافقها دموع حرى من عينيه عساها تكون له شفيعاً من غفلة طالت ومن إعراض امتد سنوات وسنوات .
ولكن في مكان ما من سويداء هذا القلب مازالت هناك حروف لم تمحى .... الله ... يعود إليها الإنسان دون أن يعي لينفض عنها ما اعتلاها من ران .. ليجدد أمله بها ... إنها نداء رب الأرض والسماء .
هذه الكلمة من ذلك القلب المتعب .. تصعد تمخر عنان السماء ... ليس بينها وبين الله حجاب ... لتصل إلى رب الأرباب الذي ينادي عباده في ذلك الوقت ألا هل من داع فأستجيب له ... ألا هل من مستغفر فأغفر له ألا هل من سائل فأعطيه سؤله .
تصل هذه النداءات المتعبة... لتكون فيها سعادة العبد حين يقبل الرب عليه ويقول إن أرحم الراحمين أقبل إليك ... ما أجمل هذه النداءات التي تصل الأرض بالسماء ... تصل العبد الضعيف الذليل بالله القوي العزيز ... تصل العبد الفقير بالله الغني ... ما أجملنا ونحن نقف إلى أعتاب الله بذلنا بفقرنا بمسكنتنا وننادي يا وهاب ... ليجيبنا الملك العزيز بغير حساب .
إنها لحظات من نور ... يراها المرء في صحيفته... يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ... يرسلها بدموعه الحرى في دنياه ليقف في ظل عرش الرحمن يوم القيامة حيث لا ظل إلا ظله ... أوحى الله عز وجل إلى عبده داوود
" يا داود لو يعلم المدبرون عني شوقي لعودتهم ورغبتي في توبتهم لذابــوا شوقا إلي يا داود هذه رغبتي في المدبرين عنى فكيف محبتي في المقبلين على "
نداءات أسأل الله أن يجعلنا ممن داوم ذكرها في الدنيا فنفعته في الآخرة